‫وداعًا للماضي: فينفاست وإنتاج المركبات الكهربائية الخالصة

تتطور صناعة السيارات سريعًا، وتأتي شركات تصنيع المركبات الكهربائية الخالصة في طليعة هذا التطور بدعمها لتحقيق الاستدامة مستقبلًا. قد تلجأ شركات صناعة السيارات التقليدية إلى إنتاج طرز سيارات هجينة، لكن شركات تصنيع المركبات الكهربائية ملتزمة تمامًا بإنتاج مركبات كهربائية خالصة ما يدفع الصناعة نحو مستقبل أكثر استدامة.

 

هانوي، فيتنام – Media OutReach Newswire– 16 أغسطس 2024 – تشهد صناعة السيارات تحولاً جذريًا نحو إنتاج المركبات الكهربائية التي ستكبح السيطرة السوقية للسيارات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي. تعاني شركات تصنيع السيارات التقليدية من تحمل التكاليف الباهظة للتحول من السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي إلى المركبات الكهربائية، لكن شركات تصنيع المركبات الكهربائية الخالصة تعمل بمرونة وإبداع في السوق.

مجمع فينفاست لتصنيع المركبات الكهربائية في هاي فونج، فيتنام

لا تعتمد هذه الشركات على التقنيات القديمة وسلاسل توريد محركات الاحتراق الداخلي، بل تركز على إنتاج المركبات الكهربائية باستخدام تقنيات متطورة وممارسات مستدامة، وهذه ظاهرة عالمية تتجلى في ظهور شركات تصنيع المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط، مثل Ceer وNWTN، لكن فينفاست من أبرز هذه الشركات نظرًا لتطورها السريع وطموحها الكبير.

شركة فينفاست متخصصة في صناعة السيارات وتابعة لمجموعة Vingroup وهي أكبر تكتل تجاري خاص في فيتنام، وحققت فينفاست تقدمًا كبيرًا في سوق المركبات الكهربائية في أقل من خمس سنوات منذ تأسيسها، وشهدت الشركة تحولًا جذريًا فصارت تُصنِّع مركبات كهربائية بالكامل في عام 2021، وفي شهر ديسمبر من ذلك العام، طرحت الشركة أولى المركبات الكهربائية التي صممتها بنفسها للعملاء الفيتناميين. تمكنت فينفاست بفضل خبرتها ومواردها من بناء مصنع سيارات حديث في وقت قياسي، وهو إنجاز عادةً ما تستغرق شركات صناعة السيارات التقليدية عدة سنوات لتحقيقه، ويدل هذا التقدم السريع على مرونة فينفاست وطموحها، ولذلك أُدرجت في قائمة مجلة تايم لأكثر 100 شركة تأثيرًا في عام 2024.

تتجاوز طموحات شركة فينفاست حدود سوقها المحلية، ولذلك وسعت الشركة نطاق أعمالها عالميًا، حيث إنها رسخت وجودها في الشرق الأوسط من خلال إبرام شراكات مع موزعين محليين، وذلك بعدما أسست أعمالها في أسواق رئيسية أخرى مثل جنوب شرق آسيا والهند والولايات المتحدة. يُظهر هذا التوسع العالمي التزام فينفاست بإتاحة التنقل بالمركبات الكهربائية للجمهور على نطاق أوسع.

التركيز على المركبات الكهربائية

أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الصادر في شهر أبريل إلى أن أسهم شركات تصنيع المركبات الكهربائية تفوقت على أسواق الأسهم العامة وشركات صناعة السيارات التقليدية منذ عام 2019، وهذا يوضح تزايد إمكانات هذا القطاع وآفاق النمو على المدى الطويل لشركات تصنيع المركبات الكهربائية الخالصة مثل فينفاست.

مع ذلك لا يخلو التحول إلى المركبات الكهربائية من التحديات؛ فالمنافسة في سوق المركبات الكهربائية تشتد لذا يجب على شركات تصنيع المركبات الكهربائية الخالصة زيادة إنتاجها وترسيخ شهرة علامتها تجارية لتظل قادرة على المنافسة. علاوة على ذلك، تعاني شركات تصنيع المركبات الكهربائية ككل من محدودية البنية التحتية، مثل قلة محطات الشحن، كما يجب عليها حل مشكلات المستهلكين مثل طول مدد الشحن والقلق من مدى كفاية الشحن.

رغم هذه الظروف الصعبة لا يخفى علينا وجود مزية مهمة لصانعي المركبات الكهربائية الخالصة وهي التزامهم الثابت بالتحول إلى حماية البيئة، كما أن تمسكهم بالتكيف والابتكار يميزهم عن شركات صناعة السيارات التقليدية التي قد تتردد أو تتحوط باللجوء إلى أنصاف الحلول مثل إنتاج السيارات الهجينة.

فلسفة فينفاست تتضمن رغبتها في الحفاظ على البيئة بسبب الالتزام الصارم بذلك من جانب مؤسسها ورئيس مجلس إدارة Vingroup، فام نات فونج، وهو أغنى رجل في فيتنام. قدمت Vingroup والشركات التابعة لها وجهات الإقراض الخارجية لشركة فينفاست أكثر من 12.9 مليار دولار لتمويل النفقات التشغيلية والرأسمالية بدايةً من عام 2017 وحتى شهر مارس من هذا العام. كما أن فونج نفسه تعهد مؤخرًا بتقديم مليار دولار إضافي ليساهم في نجاح الشركة.

تركز شركات تصنيع المركبات الكهربائية على إنتاج مركبات كهربائية خالصة ولا ترهبهم التحديات، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الشركات دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل التنقل نظرًا لتطور سوق المركبات الكهربائية وتقدم التكنولوجيا.